زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[نبي الله إبراهيم # مع أبيه]

صفحة 363 - الجزء 1

  - وبعد فيمكن أن يكون أبو إبراهيم لم يكن مشركاً أثناء حمله لنطفة إبراهيم #، فلما خرجت نطفته من صلبه دخل في دين الشرك، وهذا إذا كان هناك دليل على براءة آباء الأنبياء والرسل وبراءة أمهاتهم من الشرك.

  - وفي ذلك أنه ينبغي حسن الجدال والتلطف فيه للوالدين وغيرهما؛ لأن ذلك مما يستدعي الإصغاء والقبول والتفهم للحجة.

  - وأنه ينبغي أن يقابل التهديد والوعيد باللين والرفق، ولا تقابل الشدة بالشدة؛ لأن ذلك يؤزم بلا شك المجادلة ويفسدها.

  - إذا أيس الداعي إلى الله وإلى دينه من صلاح المجرمين بعد أن كرر عليهم الحجة فإنه يبتعد عنهم ويهجرهم إلى مكان آخر.

  - إذا هاجر المؤمن من دار المجرمين بعد أن دعاهم وبين لهم الحق والهدى فلم يقبلوا فإن الله سيبدله أرضاً خيراً من أرضه، ويصلح له دينه ودنياه.

  - {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}⁣[مريم: ٤٩]، العلة في وجوب الهجرة والاعتزال للأصنام التي تعبد من دون الله هي كونها تُعْبَدُ من دون الله؛ فإذا كان هناك أصنام لا تعبد من دون الله، ولا يراد بها ذلك، ولا يتوقع - فلا يجب اعتزالها، ولا يجب تحطيمها.