[نبي الله إبراهيم # مع أبيه]
  - إذا ذكر العالم علمه للناس ليتبعوه فليذكر الغرض من اتباعه، والغاية المقصودة في الدنيا والآخرة.
  - على الولد أن يتلطف في محاورة أبيه ومجادلته غاية التلطف، ويرفق به غاية الرفق، ولو كان الأب مشركاً.
  - من ذلك أن يناديه بـ «يا أبت»، أو «يا أبي».
  - من شأن الولد أن يكون حريصاً غاية الحرص على هداية والديه، وردهما من الضلال إلى الهدى، يطلب ذلك بكل حيلة، ويتوسل إليه بكل وسيلة.
  - إذا دعا الداعي والديه أو غيرهما إلى الهدى وترك الباطل والضلال فليبدأ أولاً بإبطال ما هم عليه من الضلال بحجج يذعن لها العقل، ويفهمها المخاطب، ألا ترى إلى إبراهيم # كيف بدأ أولاً بإبطال عبادة الأصنام حين قال: {لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ٤٢}، ولا شك أن أبا إبراهيم قد فهم ذلك.
  ثم يثني الداعي ببيان صحة ما دعاهم إليه من الهدى ... إلخ.
  - ثم بين إبراهيم أن الشيطان عدو للرحمن ولدينه ولأوليائه، وأنه يدعو إلى الضلال والوبال، وإلى عذاب الله وسخطه، فحذر أباه من طاعته وعبادته.
  - وفي ذلك أن أبا إبراهيم كان مشركاً، وقد قيل: إن المذكور في هذه الآيات ليس بأبي إبراهيم وإنما هو عمه، والأب يطلق على العم.
  والصواب أنه أبوه لا عمه، بدليل: إطلاقه اسم الأب عليه في جميع القرآن من غير قرينة، ولا يجوز صرفه إلى العم من غير قرينة.
  وبعد فليس في شرك أب إبراهيم ما يعود على إبراهيم بنقص أو غضاضة: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[فاطر: ١٨]، كما أنه لا يعود على الأب من كفر ابنه وضلاله أي منقصة، وقد اتفق الجميع على أنه لم يلحق الصحابة المؤمنين أي غضاضة من كفر آبائهم.