قصة نبي الله يوسف # فوائد وعبر
  والشدائد، والرضى عن الله فيما قضى، والتمسك بطاعة الله وتقواه هي الطريق إلى الوصول إلى المحبوب من الفرج واليسر والعافية الحسنة.
  ٤٩ - أن أنبياء الله ورسله À وهم أكرم البشر عند الله وأعلاهم منزلة لديه يلحقهم من المحن الطويلة والشدائد المزلزلة ما يلحقهم، ولم يسلموا من أقسى المحن وأعظم الشدائد وهم أهل كرامة الله. إذا عرف المؤمن ذلك فإنه يهون عليه ما يلحقه من المصائب، ولا يكبر عليه كبيرها، ولا يستعظم عظيمها، ورضي عن الله فيما جرت به سنته، ومضت به حكمته في عباده الصالحين.
  ٥٠ - يؤخذ من قصة يوسف أن إخوته الأحد عشر لم يكونوا أنبياء، وذلك من قول يعقوب # حين قص عليه يوسف رؤياه: {لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا}[يوسف: ٥]، وقد فسر يعقوب الرؤيا بأن الله سوف يجتبي يوسف ويختاره للنبوة، ويتم عليه نعمته كما أتمها على أبويه من قبل إبراهيم وإسحاق، فخاف يعقوب على يوسف حسد أخوته إذا علموا برؤياه، ولم يَخَفْ يعقوب حسدهم ليوسف وكيدهم له إلا لعلمه باختصاصه بالنبوة دونهم.
  ويدل ذلك أيضاً قول إخوة يوسف له: {لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا}[يوسف: ٩١]، أي فضَّلك.
  ٥١ - ينبغي للمؤمن إذا عرضت له مصيبة أن لا يظهر جزعه للناس، ولا يبث شكواه على أحد منهم، ولو كان من أقرب قرابته، والأجمل بالمؤمن إذا تعرض لإساءة من قريب أو بعيد أن يغضي عن إساءته، ولا يؤاخذه بها، بل ولا يذكرها له ولا يعاتبه عليها: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ١٨}[يوسف].
  ٥٢ - يحصل بين أولاد الضرات في العادة إحن وعداوات: {لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}[يوسف: ٨].