قصة نبي الله يوسف # فوائد وعبر
  {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ}، وبدليل قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ ...}[يوسف: ٢١].
  ٤٣ - يظهر من قوله تعالى في سورة غافر حكاية عن مؤمن آل فرعون: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا}[غافر: ٣٤]، أنه # كان مرسلاً برسالة من الله إلى أهل مصر، وأنه بلغها إليهم، وأنه نجح في تبليغها.
  ٤٤ - أنه لا حرج على المؤمن في أن يسأل الله أن يتوفاه مسلماً وأن يلحقه بالصالحين، والمحظور إنما هو أن يتمنى المرء الموت لمصيبة نزلت به؛ لأن الله تعالى كلفه بالصبر والرضى عند نزول المصائب، فلا يجوز له أن يسخط القضاء.
  ٤٥ - أنه ينبغي للداعي أن يقدم بين يدي مسألته الثناء على الله: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ١٠١}[يوسف].
  ٤٦ - إذا رأى الداعي إلى الله أنه سيتمكن بسبب دخوله في وظيفة مع الدولة من نشر دعوته، وتبليغ الدين، وإقامة أحكام رب العالمين، فلا حرج عليه في ذلك، والأعمال بالنيات، ولكن يشرط أن لا يعمل في وظيفته ما يسخط الله من ظلم أو بغي أو إثم أو عدوان، وأن لا يترتب على دخوله في الوظيفة أي فساد.
  ٤٧ - قد يؤخذ من هذه القصة جواز أن يتولى المؤمن القضاء في سلطان دولة كافرة إذا عرف أن الأجواء مهيأة له للحكم بالحق. وقد يؤخذ من هذه القصة أنه يشترط لجواز القضاء مع السلطان الكافر أن يستغل القاضي منصبه في القضاء لتبليغ الدين والدعوة إليه كما فعل يوسف #.
  ٤٨ - أن الفرج يأتي بعد الشدة، واليسر بعد العسر، وأن الصبر على المحن