قصة نبي الله داود ~ في سورة (ص)
  وعندي أن ما قالوه غير صحيح، وذلك أن سؤال المعونة من بعض البشر لبعض في أمرٍ غير محرم - حسن غير قبيح، وقد قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة: ٢].
  والمشهور في السير أن النبي ÷ حين دخل مكة بعد رجوعه من الطائف استجار بالمطعم بن عدي فأجاره، وهكذا كان الكثير من المؤمنين في مكة قبل الهجرة قد استجاروا برؤساء من المشركين فأجاروهم، منهم أبو بكر و ... إلخ؛ فلم يكن في ذلك ما ينافي الاستعانة بالله والتوكل عليه، وكان النبي ÷ قد أرسل جماعة من أصحابه إلى الحبشة، وقال لهم: «يقال إن فيها ملكاً يجير من استجار به ويؤمنه ... إلخ» أو كما قال.
  فيوسف # لم يفعل ما ينافي الاستعانة بالله، ولم يدخل في فعل محرم، بل فعل ما ينبغي وما يدعو إليه الرأي السديد شرعاً وعرفاً.
  وبعد، فإن الله تعالى حين أمر بالاستعانة به والتوكل عليه في استنجاح الأمور ودفع المكاره وقضاء الحاجات - حين أمر بذلك أمر بالأخذ بالأسباب في كل ما أمر فيه بالتوكل عليه والاستعانة به وحده، والاعتماد عليه؛ لأن حصول شؤون الدنيا مرهون بالأخذ بالأسباب، ومربوط بها لا يحصل شيء من ذلك إلا بها، وأمثلة ذلك كثيرة:
  منها: أن الله تعالى أمر بالتوكل عليه في حصول الرزق، وأرشد المتوكلين عليه إلى الحراثة والزراعة والتجارة والتداين والبيع والشراء، والمشي في مناكب الأرض، والضرب في الأرض للتجارة و ... إلخ، ولا يسعنا ذكر المزيد من الأمثلة وهي كثيرة، وفيما ذكرنا كفاية، والحمد لله رب العالمين.
قصة نبي الله داود ~ في سورة (ص)
  · {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ٢١ إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ٢٢ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ