زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[قصة الخصمين مع داود #]

صفحة 386 - الجزء 1

  - وأن ذلك الاقتحام كان على نبي من أنبياء الله آتاه الله الملك والنبوة.

  - أن نبي الله داود # كان في محراب عبادته ومكان خلوته بربه، ولم تجر العادة بدخول أحد عليه في هذا المكان، ولا يسمح لأحد بالدخول عليه فيه.

  - أن الخصمين كانا من الملائكة أرسلهما الله تعالى في صورة خصمين إلى داود # يحتكمان إليه في قضية.

  - وكان حكم داود # في تلك القضية منبهاً لداود ومذكراً له في خطأ أخطأه وهو حديث نفس وخواطر لم يكن # عزم عليها ولا نواها، فتنبه # لما نبهه الله عليه واستغفر الله تعالى وأناب.

  ويستفاد من هذه القصة:

  - أن من الحكمة والأدب إذا أردت أن تنصح الرجل الكبير أو الشريف أو الرفيع أو من له مكانه فلا تذكر له خطأه الذي أخطأ فيه مباشرة بل تلوح له بالخطأ تلويحاً وتشير إليه إشارة من غير أن يشعر أنك تريده.

  - أن المؤمن بطبيعته يستقبح من غيره ما لا يستقبح من نفسه، لذلك لم يتنبه داود # لخطئه إلا بعد أن نبهه الله عليه، في حين أنه # جزم بالحكم على أحد الخصمين بالخطأ، ولم يتنبه أنه واقع في خطأ مشابهٍ لما وقع فيه حكمه إلا بعد أن حكم.

  - وأنه يشترط أن يكون الخليفة عالماً وعدلاً؛ لأنه لا يحكم بالحق إلا أهل العلم بأحكام الله وشرائعه إذا كانوا عدولاً في أنفسهم.

  - وأن الحكم بين الناس بالحق من أكبر وظائف الولاة {فَاحْكُمْ}.

  - وفيها أن الخصمين كانا شريكين فيدل ذلك على جواز الشركة.

  - وفي ذلك ينبغي للمؤمن أن لا يشارك إلا المؤمنين.

  - وأن الذي يشارك غير المؤمن معرض للبغي من قبل شريكه.

  - وأن ظلم القريب أقبح وأفحش: {إِنَّ هَذَا أَخِي ...}.