[تابع فوائد من سورة الفاتحة]
  ٢ - السلاسة واللطافة والحلاوة سمة عامة لجميع ألفاظ القرآن فتجده ينساب في السمع انسياب الماء لا يجد السمع لانسيابه عرقلة ولا ثقلاً ولا عوجاً ولا التواءً.
  ٣ - الألف واللام في «الحمد» هي لام الجنس، والحمد كما فسره أئمتنا هو الشكر، وهو مبتدأ، والجار والمجرور خبره، والجملة اسمية، وتفيد:
  أ ثبوت الشكر والثناء لله على الدوام.
  ب أن الله تعالى يختص بذلك ويستحقه على الدوام دون غيره.
[تابع فوائد من سورة الفاتحة]
  · {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ٣ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ٤}:
  المعنى: أن الله تعالى وحده هو الذي يستحق الحمد والشكر؛ لأنه الرب المالك الخالق لعباده والمربي لهم، والمصلح لأحوالهم، وأنه الذي عظمت رحمته بهم حيث أنعم عليهم بأعظم النعم الدنيوية والأخروية، وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، وأعطاهم من كل ما سألوه، وإن يعدوا نعمة الله لا يحصوها، وأنه وحده هو الذي يدين المكلفين في يوم القيامة على ما عملوا في الدنيا: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}[الزلزلة].
  أما سائر ما يعبد من دون الله فلا يستحق حمداً ولا شكراً؛ لأنه لم يعط العباد ما يستحق به الحمد والشكر بل إنه لا يقدر على أن يعطيهم.
  - {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥} ....
  اشتملت فاتحة الكتاب على ثلاثة مقاطع:
  الأول: إلى قوله: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ٤}.
  الثاني: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥}.
  الثالث: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ ..} إلخ.
  فالمقطع الأول اشتمل على التوحيد لله تعالى مع بيان السبب الذي استحق به الربوبية وهو أنه الرب المالك، الذي أولاهم أصول النعم وفروعها من الخلق