[تابع فوائد من سورة الفاتحة]
  فهم في أحسن تقويم ... إلخ.
  وأنه الذي يجب أن يخاف منه ويحذر؛ لأنه وحده هو الذي سيملك إدانة العباد في يوم الحساب على ما قدموا من أعمال، فيكون قد اشتمل هذا المقطع مع التوحيد لله على الإيمان باليوم الآخر.
  وفيه أيضاً التنبيه على عدل الله وحسن صنعه بعباده، وأنه لا يفعل القبائح، وذلك لأن من عظمت رحمته وعمت، وكثرت آلاؤه، وتظاهر إحسانه في كل دقيق وجليل، وكان ذلك صفته المعروفة عند العباد، ولا يزال يذكرهم بها، ويحثهم على ذكره بها، وبها افتتح كل سورة من سور كتابه إلى خلقه وأكثر ذكرها في القرآن، فإن من اتصف بذلك وثبت أنه في حقيقة الأمر كذلك - لا يصدر منه قبيح، ولا سيما إذا ثبت غناه المطلق.
  والمقطع الثاني: اشتمل على ذكر أن الله تعالى وحده يستحق العبادة، وأنه وحده أهل لأن يستعان به، فيكون هذا المقطع قد تضمن ذكر عبادة الله، وهي تقتضي أن يكون هناك أشياء يعبد بها الله تعالى.
  وفيه ذكر إخلاص العبادة لله تعالى، وإخلاص القصد إليه في الإيمان دون غيره، فيكون قد تضمن البراءة من عبادة ما يعبد من دون الله ويستعان به.
  المقطع الثالث فيه:
  ١ - الدعاء والتضرع إلى الله في طلب الهداية إلى طريق الحق.
  ٢ - أن طريق الحق هو طريق الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
  ٣ - أن فيمن أنعم الله عليهم بالهدى مَنْ غضب الله عليه؛ لتمردهم على الله وعصيانهم له، وفيهم من هداه وضل عن الهدى.
  ٤ - المراد بالمغضوب عليهم اليهود، وبالضالين النصارى.