زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فتنة نبي الله سليمان # وقصته مع الخيل]

صفحة 406 - الجزء 1

[فتنة نبي الله سليمان # وقصته مع الخيل]

  · قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ٣٤}⁣[ص]:

  قد رويت روايات في تفصيل ما وقع لنبي الله سليمان ~ وسلامه مما أجمل بيانه في هذه الآية، والذي تفيده هذه الآية أمران اثنان وقعا لسليمان # هما:

  ١ - أن الله تعالى فتن سليمان.

  ٢ - أن الله تعالى ألقى على كرسي سليمان جسداً.

  أما الأمر الأول، وهو: أن الله تعالى فتن سليمان، هذا هو ما تفيده الآية، والفتنة يراد بها الاختبار، وأنواع الاختبار كثيرة، وقد اختبر الله تعالى سليمان بما ذكر الله تعالى في كتابه من سعة الملك ونفوذ السلطان و ... إلخ.

  وقد حكى الله تعالى عن سليمان في آخر قصة ملكة سبأ قوله: {هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي ءَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ...} الآية [النمل: ٤٠].

  وقد جرت سنة الله تعالى أن يفتن رسله وأنبياءه À، أي: يختبر صبرهم على التمسك بطاعته، وقوتهم في تنفيذ أوامره والانتهاء عن نواهيه، فاختبر أيوب # بالبلاء فصبر: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ٤٤}⁣[ص]، وقال تعالى عن إبراهيم ~: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}⁣[البقرة: ١٢٤]، وقال تعالى في موسى #: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا}⁣[طه: ٤٠].

  وعلى ذلك ففتنة نبي الله سليمان هي بما أعطاه من الملك والنعم ونفوذ السلطان.