[فتنة نبي الله سليمان # وقصته مع الخيل]
  يجوز الاعتماد عليها في هذا الباب، وهذا مع ما اشتهر عند المفسرين أن جل قصص الأنبياء المروية في تفسير القرآن أحاديث إسرائيلية.
  في حين أنا لم نر فيما قصه الله تعالى عن سليمان # ما يدل على فعله للمعصية.
  وأما قوله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ٣١ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ٣٢ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ٣٣}[ص]، فلا ينبغي تفسيره بأن سليمان عصى الله بتركه لصلاة العصر حتى غربت الشمس وخرج وقتها ... إلخ.
  وذلك لأن الآية وردت في معرض المدح والثناء على سليمان، فقبلها قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ٣٠ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ ...} إلخ [ص]، فتفسيرها بما قالوا متناف غاية التنافي مع أول الكلام، مع أن هذه القصة هي التي مدح عليها.
  والأحسن في تفسيرها أن نقول: إن سليمان # كان يحب الخيل الجياد، وتُعْرَض عليه ليتفقدها، وحبه لها وتعلقه بها؛ لأنها من عدته للجهاد في سبيل الله، ولما لها من الأثر العظيم في النكاية بأعداء الله وتخويفهم.
  فحب سليمان لها ناتج عن حبه للجهاد في سبيل الله تعالى، وقد تحدث سليمان عن حبه لها فقال: {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي}[ص: ٣٢]، وقوله: {عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} حال من فاعل أحببت، فالمعنى على ذلك: أحببت حب الخير حال كوني صادراً في ذلك الحب عن ذكر ربي، فيكون ذكر سليمان لربه هو السبب الداعي له إلى حب الخير.
  وقوله: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ٣٢}[ص]: يمكن أن يكون ذلك غاية لعرض الخيل فتكون عرضت عليه إلى أن غربت الشمس، ويمكن أن الخيل عرضت عليه حتى توارت عن عينه.
  وقوله: {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ٣٣}[ص]، معناه كما