[وإذ استسقى موسى لقومه ...]
  على الآباء والأجداد نعمة على الأولاد والأحفاد وإن سفلوا.
  ١٣ - كانت الأعين التي انفجرت من الحجر اثنتي عشرة عيناً على عدد قبائل بني إسرائيل؛ لأنهم كانوا اثني عشر سبطاً لكل سبط عين يختص بها.
  ١٤ - ينبغي قطع أسباب الخلاف قبل حصوله.
  ١٥ - وفي ذلك أن الله تعالى يكره أن يختلف عباده.
  ١٦ - وأنه يجب أن يكونوا إخواناً متآلفين متحابين.
  ١٧ - وإذا كان الخلاف والنزاع محرم في الإسلام لقوله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ..}[الأنفال: ٤٦]، ولقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ...}[الأنفال: ١] - فإنه يلزم ويحتم ترك كل ما من شأنه أن يثير الخلاف والنزاع، ويبعث على العداوات.
  ١٨ - وهناك نوع من الخلاف لا يتسبب في إثارة العداوات، وذلك كالاختلاف في الآراء، والاختلاف في المسائل الاجتهادية؛ فقد كانت آراء المسلمين تختلف على عهد رسول الله ÷ من غير أن ينكر عليهم النبي ÷.
  ١٩ - وفي الآية دليل على وجود الحقيقة المشتركة، فإن العين هنا يراد بها الماء المنفجر من جانب من الحجر، ويراد بالعين في قوله تعالى: {وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ}[المائدة: ٤٥]، الحدقة التي تُرَى بها المبْصَرَات.
  ٢٠ - وفي الآية ما يدل على أنه لا ينبغي لأولياء الله الصالحين أن يمتنعوا من الدعاء لمن سألهم الدعاء بخير الدنيا إذا كانوا محتاجين لما سألوا.
  ٢١ - وفيها دليل أيضاً على وجود الإسناد المجازي في القرآن الكريم، وذلك في إسناد انفجار الماء إلى اثنتي عشرة عيناً، وهو في الحقيقة والواقع لله تعالى.
  ٢٢ - وفي الآية أيضاً أن الله تعالى جعل لموسى # في عصاه آياتٍ كثيرة منها هذه، ومنها انفلاق البحر بها، ومنها انقلابها حية، هذه الآيات جاء بها