زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها]

صفحة 434 - الجزء 1

  أثناء المعركة ظنت تلك الطائفة أن المسلمين انتصروا، فتركوا مواقعهم وذهبوا عنها.

  فحصل للمشركين بسبب ذلك ثغرة دخلوا منها على المسلمين، فلم ينتبه المسلمون إلا والسيوف على رؤوسهم، فهذه هي المعصية التي استحق بها المسلمون أن يرفع الله تعالى نصره عنهم.

  وليست في العظم مما يستحق مرتكبها القتل و ... إلخ.

  أما ما فعله بنو إسرائيل فقد وصف الله تعالى ما يستحقون به ما نزل بهم بقوله: {لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ٤}⁣[الإسراء]:

  ١ - الفساد في الأرض.

  ٢ - العلو الكبير، وهو التجبر في الأرض والطغيان فيها، وقد وصف الله تعالى فرعون بأنه كان عالياً من المسرفين، وبأنه علا في الأرض.

[نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها]

  · قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا ...}⁣[الأعراف: ١٧٥]، إلى آخر الآيات، يستفاد من ذلك:

  ١ - أن العلم بآيات الله وأحكام دينه سبب للرفعة في الدنيا.

  ٢ - أن الجزاء من جنس العمل فالذي يكفر بما آتاه الله تعالى من أسباب الرفعة يجزى على كفرانه بالضعة والهوان والخزي.

  ٣ - أن ثواب الله تعالى للمحسنين يكون في الدنيا والآخرة وهكذا عقابه.

  ٤ - تدل هذه الآية على أن ذنب الانسلاخ عن العلم ذنب عظيم.

  والانسلاخ من العلم يكون:

  أ - إما بأن يترك العالم العمل بعلمه، ويعمل بهوى نفسه سراً من غير أن يظهر ذلك للناس.

  ب - وإما أن يلبس على الناس الحق، ويدعوهم إلى العمل على خلاف ما يعلمه من الحق، وتكون شهرته بالعلم سبباً لفتنة الناس وتحريفهم عن دينهم.