زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة البقرة]

صفحة 46 - الجزء 1

[فوائد من سورة البقرة]

  · قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٦}⁣[البقرة]:

  أسلم أخيراً مشركو قريش وسائر مشركي الجزيرة العربية طوعاً وكرهاً؛ إلا أن هذه الآية تدل على أن المشركين الذين تمردوا على الله تعالى وعلى رسوله ÷ وقت نزول هذه الآية لا يدخل قلوبهم الإيمان على الإطلاق.

  وحينئذ فدخولهم في الإسلام أخيراً إنما هو دخول في ظاهر حالهم أما بواطنهم فهي كافرة غير مؤمنة، وبناءً على ذلك فلا صحة لقول من يقول: إنه حسن إسلام المنافقين بعد موت النبي ÷ وصدق إيمانهم.

  · مسألة: قال الله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ...} الآية [البقرة: ٢٥]، وقال تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ١٧ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ١٨}⁣[الزمر]، ونحو ذلك في القرآن مما فيه ذكر التبشير للمؤمنين بالثواب، ومن ذلك تسمية الله تعالى لنبيه ÷ بالبشير والنذير، ولا شك في صدق هذه البشارة وحقيتها.

  هذا، وقد جاء في وصف المؤمنين في الكتاب والسنة بالخوف من النار شيء كثير فمن أين أتاهم الخوف مع ذلك الوعد الصادق وبشرى الرحمن الرحيم؟

  وهل من الغرور إذا سيطرت على الإنسان الثقة بالوعد والبشرى، فأمن من عذاب الله ثقةً بذلك؟

  الجواب:

  أن الواجب على المؤمن هو التصديق بوعد الله، والثقة به، والفرح به {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ٥٨}⁣[يونس].

  ومع هذا فلا ينبغي أن ينسيه ذلك الفرح - الخوف من العقاب والعذاب.