[فوائد من قصة ذي القرنين]
  ٥ - في ذكر قصة ذي القرنين في القرآن معجزة للنبي ÷، وآية دالة على صدقه، ولا سيما عند اليهود؛ لأنهم الذين اقترحوا هذا السؤال ووجهوه إلى النبي ÷؛ ليختبروا صدقه في ادعاء النبوة.
  ٦ - أن ذا القرنين كان يتولى إدارة المسؤوليات بنفسه، ولا يكلها إلى غيره فغزا بنفسه مغارب الأرض، ثم مشارقها، ثم اتجه شمالاً حتى بلغ بين السدين، وكان يستقبل الشاكين بنفسه، ويقف لقضاء حاجات المحتاجين، ويشرف على الأعمال و ... إلخ، {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ} {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ...}[الكهف: ٨٧ - ٩٤]، وهكذا كان أنبياء الله ورسله À، وليس ذو القرنين نبياً، ولكن كان عبداً صالحاً.
  ٧ - غزا ذو القرنين مغارب الأرض أولاً، ثم مشارقها، ثم غزا شمال الأرض، وذلك دليل على أن دولته كانت متمركزة في جنوب الكرة الأرضية، والأقرب في تحديد مركز دولته أنها بلاد الشام لأسباب:
  أ - أنها بلاد الأنبياء ومركز ديانات السماء، وذو القرنين ينتسب إلى الدين وهو منظم في سلك عباد الله الصالحين، وذلك يدل على أن له علاقة قوية ومتينة ببلاد الشام.
  ب - أن أرض الشام أرض زراعية، وفيها أنهار وعيون.
  ج - أنها ملتقى تجار الصين والهند واليمن وتجار الشمال والغرب.
  د - ومع ذلك فأرض الشام متوسطة تقريباً للعالم القديم.
  ٨ - استمرت رحلات ذو القرنين عدة سنوات؛ لأنه بلغ مغارب الأرض بجيشه وقوته وسلطانه، ومشارقها، وشمال الأرض، واطلع على أحوال البشر هنالك، وتلك الرحلات الثلاث تستدعي:
  أ - جيشاً عظيماً يمكنه السيطرة على ممالك الأرض، ويكتسح ما يواجهه من جيوش.