زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من قصة ذي القرنين]

صفحة 480 - الجزء 1

  ب - آلافاً مؤلفة من الجمال التي هي أقوى وسائل النقل حينذاك؛ لتحمل المواد الغذائية للجيوش الغازية المقدرة بعشرات الآلاف، ولا يخفى أن السفر بمثل ذلك الجيش مع الملك وأركان دولته وحشمه وخدمه من أرض الشام إلى نهاية الكرة الأرضية شرقاً، وهو حد الصين الشرقي، وهو ساحل المحيط الهادي ثم العودة إلى الشام يستغرق عدة سنوات، والمواد الغذائية لتلك السنين تحتاج إلى وسائل نقل كثيرة، وعلى ذلك فلابد أن يكون ذو القرنين قد أعد كل ما يحتاجه جيشه الجرار في رحلاته الثلاث من المواد الغذائية الكافية، ومن وسائل النقل الكافية، ومن الملابس والأواني والخدم والطباخين، ومن الذهب والفضة، ومن غير ذلك، وقد أشار الله تعالى إلى كثرة ما عند ذي القرنين من كل ما ذكرنا وغيره في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ٩٠ كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا}⁣[الكهف: ٩١] فقوله تعالى: {وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا}⁣[الكهف: ٩١] كناية عن كثرة ما لدى ذي القرنين مما ذكرنا وغيره بحيث أن الله تعالى أخبر أنه وحده قد أحاط بها علماً فتمدح تعالى بالإحاطة بعلمها، وتمدحه تعالى دليل على أنه يختص بذلك دون البشر، وذلك يدل على كثرة كاثرة تفوت حصر البشر.

  ٩ - في هذه القصة رد على من يعتقد أن الملك لا يستقيم إلا بالظلم والمعاصي.

  ١٠ - في قول ذي القرنين حين بلغ مغرب الشمس: {وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ٨٨}⁣[الكهف] أن دعوة الرسل À كانت قد عمت في ذلك الزمان أطراف الأرض.

  ١١ - بدأ ذو القرنين برحلته إلى غرب الأرض لأن غرب الأرض كان أقرب إلى مركز دولته.

  ١٢ - وقوله: {وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ٩٠}⁣[الكهف]