زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة آل عمران]

صفحة 62 - الجزء 1

  - وهذه الآية دليل على أن التفرق والاختلاف في الدين من الكبائر الموبقات، وعلى هذا فأمة الإسلام المختلفة واقعة في معصية كبيرة يستحقون عليها العذاب العظيم.

  - ويستثنى من طوائف الأمة طائفة واحدة لا يشملها اسم التفرق والاختلاف والعذاب العظيم لورود أدلة تقضي بذلك.

  · قال الله سبحانه وتعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ...}⁣[آل عمران: ١٤٠]:

  - تتقلب أيام الدنيا بأهلها من حال إلى حال، من عز إلى ذل ومن ذل إلى عز، ومن نصر إلى هزيمة وبالعكس، ومن غنى إلى فقر، ومن شهرة إلى خمول، ومن وجاهة إلى عدمها، و ... إلخ.

  والسرُّ وراء ذلك هو الابتلاء والاختبار، والعظة والاعتبار، {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}⁣[الأنبياء: ٣٥]، {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}⁣[الاعراف: ١٦٨].

  · قوله تعالى: {لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ}⁣[آل عمران: ١٥٤]، يؤخذ من ذلك:

  أن الشهيد يقبر حيث قتل، ويلحق به غير الشهيد فيقبر حيث مات.

  وقد روي أن النبي ÷ رد من حمل بعض شهداء أحد، وقال: «ليدفنوا حيث قتلوا» هذا معنى الرواية.

  - والذي يظهر لي أن ذلك على الاستحباب والندب دون الوجوب - بدليل: أنه نقل الكثير من شهداء أهل البيت من حيث قتلوا إلى أماكن أخرى مثل الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، والإمام الشهيد أحمد بن الحسين صاحب ذيبين، والإمام القاسم المختار بن أحمد الناصر بن الإمام الهادي $، وغيرهم كثير، ولم يستنكر ذلك أحد من أهل البيت ولا من غيرهم فيما يظهر، ولو كان الدفن حيث القتل واجباً لاستنكروا ذلك ولما سكتوا.

  - قد يؤخذ من الآية أنه يثبت للمقتول في مكان حق التقبير في ذلك المكان،