[فوائد من سورة آل عمران]
  ولكن بشرط ألا يسبقه بالاستحقاق أحد؛ فإن سبقه بالاستحقاق أحد نقل من ذلك المكان المستحق إلى أقرب مكان غير مستحق.
  - إذا أوصى الميت بأن يقبر في مكان فليقبر فيه إلا أن يرى الورثة أن تقبيره في مكان آخر أصلح وأحسن فلهم ذلك؛ لأن لهم الولاية في تقبيره.
  · قال تعالى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ٢١}[عبس]، وقال سبحانه: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا ٢٥ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ٢٦}[المرسلات]، وقال سبحانه: {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ}[المائدة: ٣١]، {وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ٧٩}[المؤمنون]، وقال سبحانه: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}[التوبة: ٨٤]:
  في ذلك دليل على شرعية دفن الميت في قبره دفناً محكماً حتى لا يظهر له رائحة {كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ} وشرعية تشييع جنازة المؤمن، والصلاة عليه، والقيام على قبره.
  - كما يستفاد من ذلك أن لجسد المؤمن بعد موته حرمة وكرامة.
  · قال تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا}[آل عمران ١٧٦]، في ذلك:
  - ما يطمئن المؤمن على دينه مما يرى من كثرة الداخلين في الجانب المعادي للمؤمنين فإنه وإن سارع الناس في الدخول في ذلك الجانب وتكاثروا فإنهم لن يضروا دين الله، وليس لهم سبيل إلى طمسه، بل يبقى كما هو في ازدياد وعلو وظهور.
  - أما ضررهم على أفراد المؤمنين فلا بد منه لأن التكليف مبني على التخلية بين المؤمنين والكافرين، وقد نال المشركون الصحابة بالضرر، وهكذا العكس، وقال الله في ذلك: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}[آل عمران ١٤٠].
  وقريب من هذه الآية قوله تعالى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ١٢٧ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ١٢٨}[النحل].