زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة آل عمران]

صفحة 64 - الجزء 1

  · : {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}⁣[آل عمران: ١٧٩]:

  لا بد أن يكشف الله تعالى سرائر المنتسب إلى الإيمان، ويظهر حقيقة إيمانه، وهل هو مؤمن حقاً أم غير مؤمن حقاً، ويتم كشف ذلك بالتكاليف الشديدة، وذلك مثل تكليف الملائكة بالسجود لآدم؛ فإن الله تعالى كشف بذلك ما كان يسره الشيطان من الكبر.

  ومثل ذلك تكليف هذه الأمة بولاية علي بن أبي طالب وأهل البيت ومحبتهم، واتباعهم والتمسك بهم.

  ومثل ذلك التكليف بالجهاد مع النبي ÷ والقتال بين يديه.

  · قال تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ١٨٦}⁣[آل عمران]:

  تتكرر القصة اليوم فنحن في هذا الوقت نعاني من هذه البلوى التي حصلت على أصحاب رسول الله ÷، فيتعرض طلبة العلم اليوم لمضايقات في أنفسهم وفي أخذ أموالهم، وتمتلئ أسماعهم بالسب والتهم والتكفير لهم والتفسيق و ... إلخ.

  يسمعون ذلك على المنابر، وفي المحاضرات والمنشورات، وعلى الألسن في الشوارع والأسواق ... إلخ.

  وقد أرشد الله تعالى أولياءه إلى أن يتلقوا مثل ذلك بالصبر والتقوى، ولا شك أن ذلك الذي أرشد الله تعالى إليه هو الأولى بأولياء الله والأحسن؛ لأن الله تعالى عليم حكيم لا يرشد أولياءه إلا لما هو أسلم لدينهم ودنياهم، وأحسن عاقبة.

  فإذا اشتدت الحال وبلغت الشدة نهايتها جاء الفرج، وقد كان رسول الله ÷