زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة النساء]

صفحة 67 - الجزء 1

  - وقد جاء في الرواية أن النبي ÷ كان يوصي الصحابة والمسلمين بالإحسان إلى أهل مصر إذا افتتحوها لما لهم من الرحم في مصر، وذلك لأن أم نبي الله إسماعيل كانت أَمَةً مصرية، وإسماعيل هو أبو العرب.

  - يستفاد من هذه الآية كيفية من كيفيات الاستدلال على المعرضين عن الله والمبتعدين عن تعظيمه، وذلك:

  أ - أنه ابتدأ مخاطبة الناس بالتحذير من سخط الله ونقمته وشديد عقابه، والناس على جهة العموم إذا سمعوا مثل ذلك التحذير الذي ينذر بحلول مهلكة فإنهم يستمعون إليه ويفتحون عيون قلوبهم للنظر في مدى صحته، ويتحذرون من الوقوع فيه حتى ولو لم تبلغ صحته الظن؛ لأن أهل العقول وإن ضعفت يتحرزون عن الوقوع في المهالك ولو كانت مشكوكة أو موهومة أو محتملة.

  فإذا قيل لك مثلاً: إن في تلك الطريق قوماً ينهبون المسافرين فإنك تتحذر من المرور فيها ولو كان المخبر لك غير ثقة حتى تتأكد من عدم صحة خبره، فبهذا الأسلوب خاطب الله المكلفين ليوقظ عقولهم للتفكير والتدبر.

  ب - ثم لفت سبحانه وتعالى أفكار المخاطبين إلى أن الذي أمروا بتقواه والحذر من سخطه وعذابه هو ربهم الذي خلقهم من نفس واحدة وخلق منها زوجها، فأوقفهم على عظمته وبالغ قدرته وأنه حقيق لأن يتقى سخطه، وأن يسمع له ويطاع لما له من المنن عليهم ولما له من القدرة البالغة عليهم وعلى كل شيء.

  ج - ثم لفت أنظارهم بأن ربهم الذي يتساءلون به حقيق بأن يتقى لأنهم يتساءلون به لعظمته وبالغ قدرته وسلطانه عليهم فحقيق بمن كان كذلك أن يُخاف منه، ويتقى، ويسمع له ويطاع.

  - كما يستفاد من هذه الآية تأريخ ابتداء النوع البشري على وجه الأرض، وكيفية تكاثره، وأن البشر جميعاً من أصل واحد هو آدم وحواء.