زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة النساء]

صفحة 68 - الجزء 1

  - وأن الله تعالى خلق آدم أولاً، ثم خلق زوجته حواء.

  - قوله: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} يحتمل أن الله تعالى خلق حواء من جسم آدم، ويحتمل أنه خلقها من الطينة التي خلق منها آدم، وهذا أقرب عندي إذ أن المعنى الذي يفيده السياق هو أن الله خلق حواء من نفس نوع آدم ومن جنسه وعلى صفته ليأنس آدم بحواء ويطمئن إليها، وهكذا جميع بنات حواء فإنهن خلقن من أصل خلق الرجل وعلى جنسه ومن نوعه وعلى صفته ليأنس كل رجل إلى زوجته ويطمئن إليها ويميل برغبته ومحبته إليها؛ فذكر الله تعالى ذلك هنا ليمتن على عباده ويذكرهم بعظيم نعمته عليهم حيث خلق لهم من جنسهم زوجات يأنسون بهن ويرغبون فيهن ويميلون إليهن.

  فهذا هو المعنى الذي يريده الله في هذه الآية، وليس المراد أن يبين أنه تعالى خلق حواء من ضلع آدم أو من جسمه.

  وقد يقرب صحة هذا التفسير إلى الأذهان ما روي في حديث المجموع: «إني خلقتكم من طينة عليين وخلقت شيعتكم منكم»؛ فإن قوله: «وخلقت شيعتكم منكم» معناه: أن شيعتكم مجبولون على ما جبلتم عليه من الإيمان والإخلاص والتقوى وحب الله تعالى وحب رسوله ÷ وحب أهل بيته و ... إلى آخره، لذلك فإنهم جنس واحد ونوع واحد وعلى صفات واحدة لا يفارق بعضهم بعضاً في خلق حميد وإن كان ثمّ فوارق فإنما هي فوارق النسب والأرحام والآباء والأجداد والقبيلة، وهي لا تعتبر فوارق مع وحدة الإيمان والإخلاص والتقوى وحب الله ورسوله ÷ وحب أهل بيته والاستقامة على الحق و ... إلخ.

  وأما فوارق الدرجات عند الله فلا تعتبر فوارق في هذا الباب؛ فالحسنان من علي وعلي من النبي ÷ وذراريهم منهم وشيعتهم منهم، ولكلٍ فضله.

  فعلي أفضل من الحسن والحسين «وأبوهما خير منهما ..» ونبي الله ÷ أفضل من علي #، والحسنان أفضل من علي بن الحسين ومن زيد بن علي،