[فوائد من سورة النساء]
  ويعطيه ما هو أفضل مما ترك: {فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ}.
  ٥ - الدعوى لا تقبل إلا ببرهان.
  ٦ - أن الظن لا يكفي في الحكم على الغير أو على عرضه أو ماله.
  ٧ - وأن الإيمان الجملي كافٍ.
  · ﷽ قال الله سبحانه وتعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ١١٤}[النساء]، في ذلك:
  ١ - التنبيه على حفظ اللسان من الخوض فيما لا يعني.
  ٢ - وأن للآمر بالصدقة والإصلاح بين الناس شأناً عظيماً، ودرجة رفيعة عند الله تعالى، وذلك لأنهما داخلان في إطلاق كلمة: «أو معروف»، إلا أنهما خصا بالذكر لزيادة الحث عليهما والترغيب فيهما وبيان فضلهما.
  ٣ - ولعل زيادة فضل الأمر بالصدقة والأمر بالإصلاح بين الناس هو لما يترتب عليهما من صلاح دنيا الناس، وصلاح معيشتهم واستقرارها؛ فبالإصلاح بين الناس يتوفر الأمن بين الناس فيمكنهم التجارة والزراعة والصناعة والتواصل والتعاون.
  وبالصدقة يشبع الجائع ويكسى العاري ويتزوج الأيم، وبهذين تقوم الحياة الدنيا، وتعمر الأرض، وتستقر المعيشة، ويكثر النسل، وتتطور الأمم، وإذا ما صلح أمر الدنيا أمكن قيام أمر الدين وانتشاره.
  ٤ - يمكن أن يقال: إن توسط الأمر بالمعروف بين الأمرين يشير إلى أن قيامه لا يقوم إلا بقيام الأمرين.
  ٥ - وفي الآية أن الوعد من الله بالأجر العظيم على تلك الأعمال الثلاثة لا يحصل إلا بحصول النية الخالصة لوجه الله بمعنى أن يكون الباعث والدافع للمكلف إلى الأمر بالصدقة هو طلب رضوان الله ورجاء ثوابه.