زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الأنعام]

صفحة 84 - الجزء 1

  - وقد قال تعالى في رد مثل هذا الاقتراح: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ}⁣[الإسراء: ٥٩]، أي فاستحقوا عذاب الاستئصال المحيط بهم الذي لا يبقي ولا يذر.

  فإن قيل: إن القرآن الكريم من أعظم الآيات وأكبر معجزات الأنبياء، وقد كذب به المشركون فلم يهلكهم الله تعالى ولم يستأصلهم.

  فيقال: القرآن الكريم هو كذلك إلا أنه ليس آية ضرورية بل هو آية استدلالية تحتاج إلى نظر واستدلال، فإذا تدبر سامعه لآياته وتفكر فيها علم صحتها وإعجازها.

  ودليل ذلك: قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ٢٤}⁣[محمد].

  · قال الله جل شأنه وتعالى سلطانه: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}⁣[الأنعام: ٣٨]:

  اشتمل القرآن الكريم على كل ما يحتاج له المسلمون من الأحكام والشرائع في جميع المجالات، ومن ذلك علم التصوف الذي هو عبارة عن: «العبادة والزهد والورع والإخلاص، وتوجه النفس توجهاً كلياً إلى الله بحيث لا يبقى لها في متاع الدنيا وزينتها رغبة ولا طمع ولا شهوة».

  وقد بين الله تعالى في كتابه الطريق الموصلة إلى الله وإلى عبادته والإخلاص في طاعته والخوف منه، وهي:

  - التدبر لكتاب الله تعالى، فإن ذلك كفيل بالوصول إلى المطلوب {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}⁣[الحشر: ٢١].

  - ومن الطرق المتفرعة من القرآن: استماع المواعظ سواءً أكانت منظومة في شعر أم غير منظومة.

  - والتفكر الطويل في نعم الله تعالى على المتفكر، وفي كثرتها، وفي مصاحبتها له منذ خروجه إلى الدنيا و ... إلخ.

  - والتفكر في عظمة الله وسعة علمه وإحاطة قدرته و ... الخ، ويتمثل ذلك