البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الثاني الإنشاء

صفحة 113 - الجزء 1

  وأشهدكم أني بريء مما تشركون من دونه».

  وتعليل البلاغيين لطيف في هذا الموضوع إذ يقولون: إنه حين أراد أن يُشعر بقيمة الصلاة وأثرها وجليل قدرها في الدين عدل عن صيغة الخبر المحتملة للتصديق والتكذيب إلى صيغة الإنشاء الطلبي الذي لا يحتمل شيئاً من هذا القبيل عناية بها واهتماماً.

  وفي الآية الثانية: يقولون: إنه أراد التحاشي والاحتراز من مساواة السابق باللاحق، أي مساواة شهادة المخلوق بشهادة الخالق، فعدل عن صيغة الخبر إلى صيغة الإنشاء الطلبي ترفعاً واعتزازاً - سبحانه -.