المبحث الثالث المسند إليه
  أصلهما مبتدأ وخبر ... نحو: وجدت الوفاء نادراً.
  ٧ - المفعول الثالث للأفعال التي تنصب ثلاثة مفاعيل ... نحو: أعلمتُ المجد الفوز محققاً.
  ٨ - المصدر النائب عن فعل الأمر ... نحو: فصبراً في مجال الموت.
  ***
حذف المسند إليه
  للشيخ عبد القاهر الجرجاني كلمة رائعة عن الحذف بصورة عامة، أوردها في كتابه: «دلائل الإعجاز»، قال فيها: «إنه باب دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، فإنك ترى به تَرْكَ الذِّكْر أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيد، للإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بياناً إذا لم تُبن ...»(١).
  والبلغاء من الناس يميلون إلى أسلوب الحذف والإيجاز أكثر مما يميلون إلى أسلوب الذكر والإسهاب؛ لأنّهم يرون الأول عنواناً للبلاغة، ومقياساً للذكاء وقدرة فائقة على التعبير البديع.
  الرجل البليغ يختار الإيجاز إذا أمكنه التعبير عن فكرته بألفاظ قليلة، ويفضله على الإطناب إذا لم يكن فيه زيادة معنى أو توضيح. ويرى في هذا الإيجاز سموا ببيانه، وسمواً كذلك بمن يخاطبه أو يتحدث إليه.
  والقاعدة الذهبية التي يتبناها أرباب الذوق هي تفضيل القليل من الكلام على كثيره، إذا كان كلُّ منهما يحمل المعنى نفسه.
  ويشترطون في المحذوفات جميعاً على اختلاف ضروبهاـ أن يكون في الكلام ما يدلّ عليها، وإلا كان الحذف تعمية وإلغازاً لا يصار إليه بحال.
(١) دلائل الإعجاز ص ١١٢.