البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الثالث المسند إليه

صفحة 120 - الجزء 1

  حذف المسند إليه في هذا الموطن يتيح لصاحب القول الإنكار إذا دعت الحاجة، وإذا جُوية بقوله هذا فإن خصمه لا يستطيع إثبات المحذوف، لأن المنّهم قد ينكر أنه كان يقصد فلاناً من الناس.

٤ - اتباع الاستعمال الوارد عن العرب

  تقول العرب: رَميَةٌ من غيرِ، رام وهم يقصدون: «هذه» رمية من غير رام.

  وتقول: نعم الرفيق سعيد، وهم يقصدون نِعمَ الرفيق هو سعيد⁣(⁣١).

  وتقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم «بضم الميم» قاصداً إنشاء الذم، وتقدير الكلام على هذا الوجه أعوذ بالله من الشيطان «هو» الرجيم.

  وتقول: الحمد الله أهلُ الحمد «بضم لام أهل» قاصداً إنشاء المدح. وتقدير الكلام على هذا الوجه: الحمد لله «هو» أهل الحمد. وهكذا.

٥ - المحافظة على الوزن الموسيقي

  تقول: من طابت سريرَتُه حُمِدَت سيرته. وأصل الكلام من طابت سريرته حَمِدَ الناسُ سيرته.

  والفرق بين العبارتين أن الأولى تمّ فيها السجعُ والنَّغَم الموسيقي بين «سريرته وسيرته» وأن الثانية نقص فيها النغم الموسيقي كثيراً لضم التاء في «سريرته» وفتحها في «سيرته».

  وحفاظاً على اكتمال النَّغَم فضّل المتحدث بهذه العبارة حذف المسند إليه الأصلي الذي قُدّر بـ «الناس»، واستعاض عنه ببديل هو نائب الفاعل المتمثل في «سيرتُه».


(١) هذا على مذهب من يعربون «سعيد» خبراً لمبتدأ محذوف.