البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الثالث المسند إليه

صفحة 130 - الجزء 1

  أظننت لي قلباً على ... تلك الحماقة منك صابر؟⁣(⁣١)

  الخلاصة، اسم الإشارة يستوحي ظلالًا من سياق الكلام، فيتلوّن بلونه. ويكون للتعظيم أو للتحقير، مع أنه في حقيقته واحد.

  ***

د - تعريف المسند إليه بالموصولية

  قبل توضيح أغراض المسند إليه المعرَّف بالموصولية نشير إلى أن علماء البلاغة جعلوا اسم الموصول وصلته كلمة واحدة، وعدوهما جزءاً لا يتجزأ، على خلاف علماء النحو الذين عدّوا الاسم الموصول جزءاً، وصلته جزءاً آخر.

  قال علماء البلاغة.

  يُعرف المسند إليه بالاسم الموصول لأغراض عدة منها:

  ١ - ألا يعلم المتكلم أو المخاطب شيئاً عن المسند إليه إلا ما جاء في صلة الموصول نحو: جاء الذي كان عندك أمس. فالمتكلم لا يعرف عن الذي جاء إلا شيئاً واحداً هو «كان عندك أمس» والذي نسميه: صلة الموصول.

  ٢ - استهجان التصريح بذكر المسند إليه. يقول الفقهاء: الذي يخرج من أحد السبيلين ناقض الوضوء. ويقصد بالسبيلين القبل والدبر. فالأدب ىيقضي ألا يذكر ما يخرج من أحد السبيلين، فاستعيض عنه بالاسم الموصول وهو «الذي».

  ٣ - التفخيم والتهويل نحو: فغشيهم من اليَم ما غشيهم. أي: غشيهم من البحر شيء عظيم.


(١) المصدر السابق ص ١٢٨.