البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الثالث المسند إليه

صفحة 141 - الجزء 1

  المسند إليه، ويكون عادة بتقديم أداة من أدوات العموم على أداة النفي، نحو: كلُّ الطلاب لم يحضروا. ففي هذا المثال تقدمت أداة العموم «كل» وتأخر حرف النفي «لم»، فهي من عموم السلب أو عموم النفي. وتعني نفي حضور جميع الطلاب.

  أما سلب العموم فيكون بتقديم أداة النفي وتأخير أداة العموم، نحو: ما كل الطلاب حضروا. وبهذا الشكل يكون الحضور قد ثبت لبعض الطلاب، ونفى عن بعض آخر.

٨ - لفظ «مثل» وغير في غير التعريض

  أ - ورد في أساليب العرب قولهم: مثلك لا يخون. وهذه الجملة تعني إثبات عدم الخيانة لمثل المخاطب. والمماثل معنى عام يشمل المخاطب وغيره ممن يماثله. فإذا ثبت عدم الخيانة للمماثل لزم ثبوته للمخاطب كذلك، باعتباره أحد أفراد المعنى العام الكلي.

  ب - وورد في أسلوب العرب قولهم: غيرك لا يفي. وتعني هذ الجملة نفي الوفاء عن غير المخاطب والوفاء صفة معنوية لا بد لها من محل تقوم به، وهذا المحل إما أن يكون في المخاطب أو في غيره، فإذا نفيت عن غير المخاطب لزم ثبوتها في المخاطب.

  ***

تأخير المسند إليه

  يؤخر المسند إليه إذا كان المقام يقتضي تقديم المسند، وسنذكر في المبحث القادم المواطن التي يجب فيها تقديم المسند وتأخير المسند إليه.