البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الرابع المسند

صفحة 143 - الجزء 1

  ٢ - الاحتراز عن العبث في ذكره نحو قوله تعالى: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي}⁣[الإسراء: ١٠٠] فقد حُذف الفعل المسنَدُ إلى ضمير المخاطب «أنتم». وهذا الضمير «أنتم» فاعل لفعل محذوف لأن «لو» لا تدخل إلا على الأفعال وحذف الفعل الأول لوجود مفسره.

  ٣ - اتباع الاستعمال الوارد عن العرب:

  أ - بعد «إذا» الفجائية. نحو: خرجت فإذا العواصف والتقدير العواصف شديدة.

  ب - بعد جواب الاستفهام. نحو: مَن هذا؟ فتقول: ضيف. أي هذا ضيف.

  ٤ - أن يقع المسند في جواب سؤال محقق أو مقدر. نحو قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}⁣[لقمان: ٢٥].

  التقدير: خلقهن الله. والسؤال وَرَدَ صراحةً في قوله: «ولئن سألتهم».

  ب - «ليبك يزيد. ضارع لخصومة». فكلمة «ضارع» فاعل لفعل محذوف تقديره: يبكيه. فكأن سائلاً سأل: من يبكيه؟ فأجيب: ضارع لخصومة. وفي هذا المثال كان السؤال مقدراً. ومثله قوله تعالى {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ٣٦ رِجَالٌ}⁣[النور: ٣٦ - ٣٧] والتقدير مَن يُسَبِّحُه؟ والجواب: يُسَبِّحُه رجال.

  بقي أن نقول: هناك أغراض أخرى للحذف تشبه أغراض حذف