البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الرابع المسند

صفحة 149 - الجزء 1

  قدمنا المعلوم وهو عليّ ثم أتينا بصفته فقلنا «الخطيب».

  أما إذا علمنا الصفة، ولتكن صفة «الخطيب» وعرفنا أن في البلدة رجالاً كثيرين، وجهلنا من هو ذلك الخطيب، قلنا في تعيينه: إنه «عليّ» فصارت الجملة «الخطيب عليّ».

  إذاً، نقدم الثابت أولاً ونجعله المسند إليه، ثم نأتي بالمسند الذي هو المتغيّر.

  وهذا هو مغزى عنوان هذه الفقرة.

٢ - المبالغة في قصر المسند على المسند إليه

  إذا وصفنا رجلاً بقولنا «أنت الشاعر» نكون قد قصرنا أوصافه جميعاً على صفة الشاعرية، وتجاهلنا الشعراء الباقين تجاهه، لكمال معنى الشاعرية فيه، فكأننا أردنا أن نقول: ليس هناك شاعر سواك، وكل من عداك هباء.

  حُسْنُكِ عِطْرُ العطر في جنتي ... على غناها ولبان اللبان

  ومُلْكُك البدر وشمس الضحى ... وما يصوغان وما يغزلان⁣(⁣١)

  ***

تقديم المسند

  يقدم المسند على المسند إليه لأغراض أهمها:

١ - قصر المسند إليه على المسند

  فلو قلت: عربي أنا. فكلمة «عربي» مسند مقدم «خبر مقدم»، وكلمة


(١) ديوان بدوي الجبل ص ٤٠٥ وعنوان القصيدة: «النبع المسحور».