البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الخامس أحوال متعلقات الفعل

صفحة 158 - الجزء 1

٦ - المحافظة على موسيقى الكلام

  مثل ذلك في سورة الضحى {وَالضُّحَى ١ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ٢ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ٣ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ٤}⁣[الضحى]

  لقد حذفت الكاف الدالة على المفعول من «قلى» رعاية للفاصلة، أو حفاظاً على موسيقية التعبير.

  ***

تقديم المفعول على الفعل

  الأصل في المفاعيل، والحال، والتمييز أن تلي فعلها، لأنها تابعة له، ومتعلقة به ولا تتقدمه إلا لغاية فنيّة وغرض معنوي. ومن هذه.

  الأغراض:

١ - ردّ الخطأ في التعيين

  تقول: زيداً، عرفتُ لمن اعتقد أنك عرفت إنساناً، وأنه غير زيد.

  فتقديم «زيداً» ثبت المرئي، ونفى توهم سواه.

  فإذا أردت توكيداً أكثر فقل: زيداً عرفتُ لا غيره. ونحب أن نوضح نقطة في هذا الموضوع تتلخص في أن تقديم المفعول أفاد إثباتاً ونفياً في آن واحد. إثباتاً لرؤية زيد ونفياً لرؤية سواه.

  فإذا قال قائل: ما زيداً رأيت ولا غيره بطل كلامه، لأنه وقع في التناقض. إذ نفى رؤية زيد نفياً مؤكداً بطريق تقديم المفعول وأثبت في الوقت ذاته أن الرؤية كانت لغير زيد، وذلك في مطلع الكلام ما زيداً رأيت