المبحث الخامس أحوال متعلقات الفعل
  ومثل هذا: إلى الله تُرْجَعون، إلى الله المصير، عليك توكلتُ، إليك أَنَبتُ، بك آمنتُ.
  ***
تقييد الفعل بالشرط
  الفعل الذي نعنيه في هذا البحث هو فعل الشرط وحده، والشرط الذي نريد الحديث عنه محصور في الأدوات: إن، وإذا، ولو. أما باقي الأدوات فمكان الحديث عنها في علم النحو.
  تشترك «إنْ» و «إذا» في نقل الشرط من الماضي إلى المستقبل. تقول: إن جئتُ فأكرمني. وإذا جئتُ فأكرمني. فالفعل «جئتُ» ماض في ظاهره، مستقبل في معناه. وسبب قلبه من المضي إلى الاستقبال أداة الشرط.
  أداة الشرط «إنْ» لا تكون إلا في الشرط غير المقطوع بحدوثه.
  وأداة الشرط «إذا» لا تكون إلا في الشرط المقطوع بحدوثه.
  لو قلت لصاحبك: إن جئتُ فأكرمني فمجيئك غير مؤكد، أما لو قلت: إذا جئتُ فأكرمني. فمجيئك مؤكد.
  وبهذه المناسبة تروي لنا كتب السيرة قصَّة أبي بكر الصديق ¥ أنه بكى عند نزول قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ٢}[النصر] فتعجب الصحابة من بكائه، وسألوه. فأجابهم بأن محمداً سيموت عما قريب، فتعجبوا أكثر، وعادوا إلى سؤاله. فقال لهم: سيجيء نصر الله والفتح، وسيدخل الناس في دين الله أفواجاً. ذلك مؤكد ومحتم. بدليل «إذا».