المبحث الخامس أحوال متعلقات الفعل
  أما لو فتدخل غالباً على الفعل الماضي، وتدل على عدم حدوثه. ولهذا فعلماء النحو والبلاغة يقولون عنها: حرف امتناع لامتناع.
  إذا قلت: لو جئت لأكرمتك. فذلك يعني أنك لم تجئ، وأنه لم يحدث مني إكرام لك.
  ***
  إن كنت حبيبي ساعدني كي أرحل عنك
  أو كنت طبيبي ساعدني كي أشفى منك
  إن كنت قويا أخرجني من هذا اليم
  فأنا لا أعرف فن العوم
  لو لم يشك في حبّه، أو في طبّه، أو في قوته، ما استخدم أداة الشرط «إنْ».
  ***
  لو أني أعرفُ أنّ الحبّ خطير جداً ما أحببت
  لو أني أعرفُ أنّ البحر عميق جداً ما أبحرت
  لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت(١)
  ولكن هيهات فهو لا يعرف خطورة، الحب ولا عمق البحر، ولا النهاية المفجعة للمحبين. لهذا الجهل أقدم، فَهَوى.
(١) الشعر لنزار قباني والقصيدة عنوانها «رسالة من تحت الماء».