البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث السادس القصر

صفحة 167 - الجزء 1

  قد يظنك أحد الناس تاجراً، وأنت في الحقيقة طالبٌ، وتريد أن تقلب له مفهومه فتقول له: إنّما أنا طالبٌ، أي لا تاجر. قصرت نفسك على صفة الطالب، قصراً إضافياً من نوع القلب لأن المخاطب يعتقد العكس.

  وقد يظن أنك عدو، فتقول له: ما أنا إلا صديق. فهذا قصر القلب.

  وقد يظن أن الشاعر عليّ، فتدلّهُ على أنه نزار فتقول: ما الشاعر إلاّ نزار.

  إذن قصر القلب من القصر الإضافي، وفيه يقصد إفهام المخاطب عكس ما يعتقد عن طريق أسلوب القصر.

ج - قصر التعيين

  يخاطب به من يشك أو يتردد.

  تقول لشخص يشك في اسم الناجح: أهو بكر أم عمرو؟ إنما الناجح بكر؛ ويتردد شخص في زيد، هل هو مسافر أو مقيم. فتقول له: ما زيد إلا مسافر.

  ***

  أرأيت إلى هذا اللون من التقسيم إلى إفرادٍ وقلب وتعيين؟ إن الحكم فيه يعتمد على فهمك حالة المخاطب الخارجية أو النفسية، ففي هذه الحالة تخاطبه بأسلوب القصر؛ وفي كل لون من هذه الألوان تكون بين أمرين، أحدهما، أو تعكسه، أو تختاره. ولذلك فقصر الإفراد والقلب فتنفي والتعيين من النوع الإضافي.

  ***