البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث السادس القصر

صفحة 166 - الجزء 1

القصر الإضافي وحال المخاطب

  هذا اللون من القصر الإضافي يتدخل فيه العقل، والذكاء، والنباهة، ودراسة نفسية المخاطب، وفهم الجوّ الذي يلف تفكيره، والمحيط الذي يعيش فيه ليكون الكلام وفق مقتضى الحال.

  من هذه المنطلقات نتقدم إلى تقسيم القصر منظوراً فيه إلى حال المخاطب - فنجده ثلاثة أقسام:

  أ - قصر إفراد.

  ب - قصر قلب.

  ج - قصر تعيين.

أ - قصر الإفراد

  يخاطب به من يعتقد الاشتراك.

  قد يعتقد المخاطب أن زيداً وعَمراً ارتكبا معاً جريمة، وأردت أن تنفي اشتراكهما في هذه الجريمة، وتقصرها على زيد وحده. فتقول: ما المجرم إلا زيد. فتكون قد أفردت زيداً، وقطعت عن مخاطَبكَ فكرة الاشتراك مع عمرو. فهذا اللون هو المسمى: قصر إفراد.

  مثال آخر: قد يعتقد مخاطبك بأنك طالب في النهار، وعازف في الليل، وتريد أن تنفي من ذهنه هذه الازدواجية في العمل: طلب العلم في النهار، والعزف على الآلات في الليالي فتقول له: ما أنا إلا طالب علم. هذه الجملة فيها قصرٌ إضافي: قصر الموصوف على صفة. وهي قصر إفراد لأنها نفت فيه الشركة مع العزف.

ب - قصر القلب

  يخاطب به من يعتقد العكس.