البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث السابع الوصل والفصل

صفحة 175 - الجزء 1

  قواعد ضابطة للوصل فيقولون:

  ١ - إذا قُصِد إشراك الجملتين في الحكم الإعرابي نحو: أنت تَصِلُ وتقطَعُ، وتعطي وتمنع، وتُذلّ وترفع.

  ٢ - إذا اتفقت الجملتان خبراً أو إنشاء، وكانت بينهما صلة جامعة في المعنى؛ نحو: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ١٣ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ١٤}⁣[الانفطار].

  وكقول الشاعر:

  فليتك تحلو والحياةُ مَرِيرَةٌ ... وليتك ترضى والأنام غضابُ

  ٣ - إذا اختلفت الجملتان خبراً و إنشاء، وأوهم الفصل خلاف المقصود. قد تسأل صديقك عن صحة والده؛ فتقول له: هل شُفِيَ والدك؟ فإذا قال لك: لا عافاه الله. فهو مصيب من جهة القاعدة البلاغية الموجبة للفصل بين الجملتين إذا اختلفتا خبراً وإنشاء لأن لا تقوم مقام جملة خبرية، و عافاه الله جملة إنشائية للدعاء. وهو مخطئ في التعبير بل في الذوق كذلك لأنه قد يُفهم من جوابه الدعاء على والده بعدم المعافاة، وطبيعي أنه لا يقصد هذا. لذا وجب الوصل في هذا الموطن، والقول: لا وعافاه الله.

  ويسألك أخ لك: أَلَكَ حاجة فأقضيها؟ فتقول له: لا وحفظك الله.

  الخلاصة، لئن كان بحث الوصل والفصل كثير الأهمية عند الأقدمين إنه ليزداد أهمية لدى الأدباء المعاصرين، إذ يعرفهم متى يفصلون كلامهم بعضه عن بعض، ومتى يصلونه بعضه ببعض. على أن يكون الذوق أولاً ومعرفة المراد عنواني كلامهم وتعبيرهم.

  ***