البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الثامن الإيجاز والإطناب والمساواة

صفحة 181 - الجزء 1

  لو سمع رجل واحد، وليكن هذا الرجل أنا أو أنت، كلاماً فيه إيجاز، وكلاماً فيه إطناب، وكلاماً بين بين أفيكون حكمه على هذه الأنواع واحداً، أم أنه سيحكم على كل منها حكماً مختلفاً عن الحكم الآخر؟

  في هذه الصورة نستطيع أن نميز الكلام إلى أقسامه الثلاثة، فنجعل الموجز في قسم، والمطنب في آخر، والمتوسط في ثالث.

  وبهذا القسم نكون قد سرنا على خطى الأقدمين ونهجنا منهجهم. وخلاصته:

الإيجاز

  يعرف كثير من العلماء الإيجاز بأنه: «وضع المعاني الكثيرة في ألفاظ أقل منها، وافية بالغرض المطلوب، مع الإبانة والإفصاح».

  ويقسمون الإيجاز إلى قسمين:

١ - إيجاز قصر

  وفيه تزيد المعاني على الألفاظ ولا يقدَّر فيه محذوف. من ذلك قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ١٩٩}⁣[الأعراف] فهذه الكلمات على قصرها وتقارب أطرافها، قد احتوت على جميع المكارم الأخلاق، ومحامد السيم، وشريف الخصال.

  وفي اللغة العربية كثير من الروائع، نقتطف باقة منها:

  * حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعمي ويُصِمْ.

  * ولكم في القصاص حياة.

  * لا ضَرَر ولا ضرار.