البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

علم البيان

صفحة 7 - الجزء 2

علم البيان

  مادة (البيان) في أصل استعمالها عند أصحاب اللغة تدل على الانكشاف والوضوح. قالوا: بَانَ الشَّيْءُ، يبينُ بَيَاناً: اتَّضَحَ، فهو بَيِّنٌ، وأَبَانَ الشَّيء فهو مبين. وأبنتُه أنا: أي وَضَّحْتُه. واستبَانَ الشَّيْءُ: ظَهَرَ. واسْتَبَنتُه أنا: عرفته. والتبيُّن: الإيضاح: قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ}⁣[إبراهيم: ٤] وقال عبد الله بن رواحة⁣(⁣١) في مدح النبي :

  لو لم تكُن فيه آيات مبينة كانت فصاحته تُنبيك بالخبرِ وفي المثل: قد بينَ الصبحُ لِذِي عَيْنَيْن: أي: تَبَيَّنَ.

  واستخدموا (البيان) في معنى اللسن والفصاحة، وقالوا: فلان أبينُ من فلان، أي: أفصحُ منه، وأوضح بياناً قال المسيَّب بن عَلَس:

  ولأنت أجودُ بالعطاء من الـ ... رَّيَّانِ لَمَّا جادَ بالقطر⁣(⁣٢)


(١) شاعر الرسول ، وقائد بعض جيوشه.

(٢) الريان السحاب الممتلئ.