أما مصطلحات البيان، من تشبيه، ومجاز، واستعارة، وسواها فلم تدرُج على أقلام العلماء والباحثين كما نشهدها اليوم، وإنما حفَرَتْ طريقها على مَهَل، وظلت على ذلك أمداً، إلى أن ترسّخت جذورها، وتوضحت معالمها وغدا كل اسم من فنونها ذا شخصية مستقلة، له صفاته المتميزة من سواه.

  ولا يعنينا في هذا المقام سرد ذلك التاريخ الذي مرت به مصطلحات البيان أو البلاغة بوجه عام، فلقد تكفلت كتب كثيرة بهذا التاريخ، ومُلئت الصفحات في توضيح تطور هذه المصطلحات⁣^(⁣١) إنما يعنينا هنا أن نبين أن الجرجاني كان من أوائل من ثبتوا دعائم هذه الأسماء، ثم جاء السكاكي والقزويني فرسخوها ... وظلت على ذلك إلى يومنا هذا.

  ***

(١) انظر كتاب (البلاغة تطور وتاريخ) للدكتور شوقي ضيف؛ وكتاب (البيان العربي) للدكتور بدوي طبانة؛ وكتاب (علم البيان) للدكتور عبد العزيز عتيق.