البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

فن التشبيه

صفحة 18 - الجزء 2

١ - مادة الطرفين

  ينقسم الطرفان إلى حسيَّينِ، أو عقلييَّن، أو مختلفين.

  أ - فالطرفان الحسّيان هما اللذان يُدركان بإحدى الحواس الخمس، وهي البصر، والسمع، والشم، واللمس، والذوق. فلو قال قائل:

  أبرزوها مثل المهاة: لعرفنا أن الفتاة والمهاة تُدركان بحاسة البصر.

  صوتها كتغريد البلابل: الصوت والتغريد يُدركان بحاسة السمع.

  وجسمها كالعجين: الجسم والعجين يُدركان بحاسة اللمس.

  ورضا بها كالعسل: الرضاب والعسل يدركان بحاسة الذوق.

  وكل تشبيه اعتمد طرفاه على إحدى الحواس الخمس فهو تشبيه حسي.

  من ذلك الأمثلة التالية: حاتَم كالبحر، كأنَّهُنَّ الياقوت والمرجان، شعورهن كالليل، أجسادُهن مثل الحرير، فإنك شمسٌ والملوكُ كواكبٌ.

  ونحب أن نضيف هنا، في قسم الطرفَين الحسيين: أن الأديب قد يتخيَّل صورة، مادتها الأساسية من المحسوسات، ولكن الصورة عند التركيب لا وجود لها في عالم الواقع.

  مثل ذلك قول الصنوبري⁣(⁣١) يصف الطبيعة في الربيع:


(١) هو أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن الصّبي المعروف بالصنوبري الحلبي - توفي سنة =