فن التشبيه
١ - مادة الطرفين
  ينقسم الطرفان إلى حسيَّينِ، أو عقلييَّن، أو مختلفين.
  أ - فالطرفان الحسّيان هما اللذان يُدركان بإحدى الحواس الخمس، وهي البصر، والسمع، والشم، واللمس، والذوق. فلو قال قائل:
  أبرزوها مثل المهاة: لعرفنا أن الفتاة والمهاة تُدركان بحاسة البصر.
  صوتها كتغريد البلابل: الصوت والتغريد يُدركان بحاسة السمع.
  وجسمها كالعجين: الجسم والعجين يُدركان بحاسة اللمس.
  ورضا بها كالعسل: الرضاب والعسل يدركان بحاسة الذوق.
  وكل تشبيه اعتمد طرفاه على إحدى الحواس الخمس فهو تشبيه حسي.
  من ذلك الأمثلة التالية: حاتَم كالبحر، كأنَّهُنَّ الياقوت والمرجان، شعورهن كالليل، أجسادُهن مثل الحرير، فإنك شمسٌ والملوكُ كواكبٌ.
  ونحب أن نضيف هنا، في قسم الطرفَين الحسيين: أن الأديب قد يتخيَّل صورة، مادتها الأساسية من المحسوسات، ولكن الصورة عند التركيب لا وجود لها في عالم الواقع.
  مثل ذلك قول الصنوبري(١) يصف الطبيعة في الربيع:
(١) هو أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن الصّبي المعروف بالصنوبري الحلبي - توفي سنة =