الباب الأول فن التشبيه
  غبارٌ كثيف ملأ الجو قتاماً وكان سبيله في هذا الوصف التشبيه المركب.
  فالمشبه مركَّبٌ من النقع مثاراً فوق الرؤوس، ومن السيوف اللامعة الصاعدة والنازلة تضرب برؤوس الأعداء وبجسومهم ...
  والمشبه به: مركب من الليل، وهو دامس مظلم، ومن الكواكب اللامعة التي تتهاوى فيه ...
  لقد قابل بشار هيئةً مركبة بهيئة مركبة ... ولم يلجأ إلى تشبيه مفردٍ بمفردٍ، كتشبيه النَّفع وحده بالليل، أو السيوف بالكواكب ... ولو فعل ذلك لصحَّ تشبيهه. لكنه لجأ إلى الأروع والأفضل.
  ٣ - قد يكون الطرفان مختلفين:
  يمكن أن يكون المشبه مفرداً والمشبّه به مركباً كقولنا: هذه الزهرة الحمراء كأنها خدّ عذراء وقد سمعت كلمة جارحة.
  ويمكن أن يكون العكس ... أي يكون المشبه مركباً، والمشبه به مفرداً، كقولنا: الأرض في الربيع، وقد ازدانت بكل بهيج، وأسالت عليها الشمس دفتها ونورها كأنها الليلة القمراء.
  ***