البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

فن التشبيه

صفحة 31 - الجزء 2

وجه الشَّبه

  وجه الشبه: هو المعنى الذي يشترك فيه طرفا التشبيه، تحقيقاً، أو تخييلاً.

  فلو قلنا: هذا ثوب ناصعٌ كالثلج ... أدركنا أن الثوب أبيض، وأن الثلج كذلك ... وأن الصفة الجامعة بينها هي صفة (البياض) ... ويقال حينئذ: إن (وجه الشبه)، هو البياض، تحقَّقَ وجودُه في الثوب، كما تحقق في الثلج، وهذا التحقق تراه العينُ وتحسّ به.

  أما إذا قلنا: أستاذي بحرٌ في العلم ... فهمنا أن الأستاذ - وهو المشبه - عالمٌ، وعملُه واسعُ الجوانب، عميقُ الأغوار؛ فكأنه لا حدود له .... وكذلك فهمنا أن (البحر) وهو - المشبه به - يعني الامتداد، والسَّعة، والعُمق، وصفات جليلة أخرى ... إذن: المعنى الجامع بين الأستاذ والبحر هو السَّعة والعمق والاحتواء على كل نفيسٍ وجليل ... هذا المعنى المشترك بين الطرفين تجلّى في البحر على سبيل الحقيقة، وتجلى في الأستاذ على سبيل التأويل وإعمال الخيال.

  ومن هنا صح تعريف وجه الشبه بأنه المعنى أو الوصف الجامع بين طرفي التشبيه على سبيل الحقيقة أو التخيُّل.