البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

الباب الأول فن التشبيه

صفحة 38 - الجزء 2

  الذي جمع الأولى إلى الثانية هو الهزال، وخفوت البريق، والإشعار بقرب الفناء والانطفاء؟

  هل نستطيع أن نفصل أجزاء عناصر كل صورة عن بعضها؟ تُرانا لو فعلنا ذلك ... أفَلسنا نذبح الصورة ونضحّي بكل جمال فيها؟ وبعد ذلك ما الذي يبقى بين أيدينا؟

  إذن، تشبيه الصورة بالصورة ينجم عنه هيئة مركبة ... هي التي سماها البلاغيون تارة بوجه الشَّبه المركب، وتارات بالتشبيه التمثيلي.

  ***

  وهنا نودّ أن نُدلي برأي خلاصته: أن معظم مؤلفي البلاغة المعاصرين درجوا على تعريف تشبيه التمثيل بقولهم: يُسَمَّى التشبيه تمثيلاً إذا كان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد⁣(⁣١)

  إن لفظة (متعدد) تعني غير ما تعنيه كلمة (مركب) ... ولقد مرَ معنا بيان ذلك تفصيلاً ... لذلك فإنه من الأولى - كما يتراءى لنا - أن نحل كلمة (مركب) محل كلمة متعدد، لأن (المركب) جزءٌ واحدٌ لا يتجزأ، بينما المتعدد يمكن تجزئته وتفصيله ... ونقول في تعريف تشبيه التمثيل: ما كان وجه الشبه فيه صورة مقتطفة من مركب.

  ***


(١) انظر البلاغة الواضحة ص ٣٥، وعلم البيان للدكتور عتيق ص ٨٥، وجواهر البلاغة ص ٢٦٢ والمفيد في البلاغة والتحليل الأدبي ص ١٢٦.