البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

الباب الأول فن التشبيه

صفحة 52 - الجزء 2

  على هذا الأساس يحسن التشبيه المقلوب ويُقبل، أما إذا ورد في غير المعهود المألوف فإنه يكون معيباً، لأن المبالغة فيه تصيبه بالغموض، وتؤدي إلى التداخل بين طرفيه، فلا يُعرف أيها المشبه، وأيها المشبه به.

  ***

  ويقرب من هذا النوع ما أطلق عليه تشبيه التفضيل وهو أن يشبه شيءٌ بشيءٍ لفظاً أو تقديراً، ثم يعدل عن التشبيه لادعاء أن المشبه أفضل من المشبه به. ومن ذلك قول الشاعر:

  حسِبتُ جَمَالَه بدراً منيراً ... وأين البدر من ذاك الجمال؟

  وقول شاعر آخر:

  مَن قاس جَدْوَاك يوماً ... بالسحب أخطأ مدحك

  السُّحْبُ تُعْطِي وتبكي ... وأنتَ تُعْطِي وتضحك⁣(⁣١)

  ***


(١) انظر علم البيان ص ١٠١.