فن التشبيه
  يشاء، يبعّد بها القريب، ويقرّب البعيد، ويجعل المعقول محسوساً والمحسوسَ معقولاً، يزيّن ما شاء أن يزيّن، ويقبّح ما شاء أن يقبح، وهي وسيلته في المدح والذم، وبيانُه في السرّاء والضرّاء ...
  ***
  ولَئِنْ مرَّ بنا في البحوث السابقة تفصيلات شتى حول هذا الفن، وأمثلة كثيرة في هذا اللون، وتسميات مختلفة لأنواع وأنواع ... إنها في النهاية تصبّ في مجرى واحد هو (المشبَّه)، دون سواه.
  المشبَّه وحده، مركز الدائرة وقطب الرحى، وعليه المعتمد في معظم عمليات هذا الفن.
  أما المشبه به فهو الشعاعُ المسلَّط على المشبه ليوضّحهُ، ويفسَّره ويُنير دربه ومعناه ... وكذلك وجه الشبه ... والأداة.
  ***
  إذن، فن التشبيه أولاً وأخيراً في خدمة المشبه ... فهو:
  ١ - يُوضّحُ صورته ... الزرافُة مثلُ الجمل دون سنام.
  ٢ - يُبيّنُ حاله ... الغضب كالنار تأكل غيرها أو نفسها
  ٣ - يُزيّنُه ... كأنك شمسٌ والملوكُ كواكبٌ.
  ٤ - يُقبّحُه ... يضحك ضِحكة قردٍ.
  ٥ - يُقرّر حاله ... الشمسُ كالمرآة في يد الأشلّ.
  ٦ - يُبَرْهِنُ على صحَّتِه ... فإِنْ تَفقِ الأنام وأنت منهم فإنَّ المسكَ بعضُ دَمِ الغزال: