فن المجاز
فن المجاز
  رحلة الألفاظ من الحقيقة إلى المجاز:
  يختلف علماء اللغة في أصل نشوء لغات البشر، ويتصوّرون لذلك تصوّرات كثيرة، ويضعون في هذه التصورات نظرياتهم ...
  من هذه النظريات أن الإنسان في عهوده الأولى من تاريخ البشرية حين بدأ يعي ما يحيط به، رأى حاجته ماسّةً الى التعبير عن هذه الأمور المحيطة به، فأطلق على كلَّ منها اسماً خاصاً ... فهذه: شمس، وذاك: قمر، وهذا: نجم، وتلك: سماء، وهذا حجر، وتلك: شجرة، وهكذا
  فإذا ذكر كلمة (شمس) فإنها لا تعني غير هذا الكوكب الذي يُشرق عند الصباح ويغرُب عند المساء وإذا ذكر كلمة (قمر) فإنه لا يقصد غير هذا الجسم الذي يظهر في الليل، ويسكبُ سيَّالته الشعاعية الفضية على الكون ... وإذا ذكر كلمة (سماء) فإن الكلمة لا تعني غير هذا الذي يعلو الناس جميعاً وفيه تتحرك الكواكب والنجوم والطيور ... وهكذا
  ***
  وتستطرد هذه النظرية إلى تصوّر ما حدث بعد ذلك بقرون، أو عصور، أو دهور ... فتقول: