أقسام المجاز
  الله إسنادٌ حقيقي. وهو في عقله المؤمن يدرك متيقناً أنه الذي ينبت الزرع، وليس سواه.
  وإذا قال المؤمن: أنبت الربيعُ الزرع، فإن إسناده الفعل (أنبتَ) إلى الربيع إسنادٌ مجازي لأنه يؤمن أن الذي ينبت الزرع هو الله، وليس الربيع ... وما الربيع إلا الزمن الذي يكون فيه الإنبات.
  بقي أن نعلم أنه وَرَدَ في تعريف الحقيقة العقلية العبارةُ التالية: (إسناد الفعلِ أو ما في معناه ...) فكلمة (وما في معناه) تعني: المصدر، واسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، واسم التفضيل ... هي مشتقات تعمل عمل الفعل.
  ***
  أما المجاز العقلي: فهو - كما أوردنا - إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير صاحبه، العلاقةٍ، مع قرينة تمنع أن يكون الإسناد حقيقياً(١)
  هذه العلاقة بين الفعل، أو ما في معناه، وبين الفاعل غير الحقيقي أنواع: فمنها
١ - العلاقة السببية:
  نقول في كلامنا: بَنَتِ الحكومةُ جامعاتِ.
  لقد أسندنا الفعل (بَنَى) إلى الحكومة، والحكومة تعبيرٌ معنويٌّ يقصد به
(١) انظر دلائل الإعجاز ص ١٩٤؛ وانظر المفتاح للسكاكي ص ٢١٢؛ وقد أنكر وجود المجاز العقلي في الكلام، وأرجعه إلى الاستعارة المكنية.