البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

الباب الثاني فن المجاز

صفحة 119 - الجزء 2

  واللفظ الذي يؤخذ من المشبه به إلى المشبه هو المستعار

  وعلى هذا الأساس يقولون:

  شبه الشاعر شرف الشهادة بالمنار، بجامع السمو والشرف في كل منهما، واستعار اللفظ الدالّ على المشبه به للمشبه، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي لفظية وهي: (من دم) ولما كان المشبه به مصرحاً به فالاستعارة تصريحية.

  وفي البيت الثالث:

  شبه الشاعر الشهيد عمر بالسيف، بجامع الصلابة والقوة وبتر الأعداء في كل ... واستعار اللفظ الدالّ على المشبه به للمشبه، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي لفظية وهي (يا أيها). ولما كان المشبه به مصرحاً به، فالاستعارة تصريحية ...

  لنأخذ مثالاً ثانياً

  نظم الشريف الرَّضيُّ⁣(⁣١) قصيدة رمزية، يتغزل فيها بأرض الحجاز وكل ما ضمت من طهارات وقداسات ... وكان منها:


(١) هو أبو الحسن محمد الطاهر، ينتهي نسبه إلى موسى الكاظم، ومنه إلى الحسن بن علي ^ ولذلك لقب بالشريف الرضي الموسوي. ولد في بغداد سنة ٣٥٩ هـ / ٩٦٩ م، وبدأ يقول الشعر وعمره بضع عشرة سنة، وكان أبوه نقيب الطالبين، فصارت النقابة إليه سنة ٣٨٨ هـ / ٩٨٩ م وأبوه حي. وكان عالماً بعلوم القرآن واللغة والنحو، وله فيها المؤلفات النافعة، وقد أجمع الأكثرون على أن الشريف الرضي أشعر قريش؛ لأن شعراء قريش كان فيهم من يجيد القول إلا أن شعره قليل، فأما مجيد مكثر فليس إلا الشريف الرضي. توفي في بغداد سنة ٤٠٦ هـ / ١٠١٥ م.