البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

أقسام المجاز

صفحة 131 - الجزء 2

  شبه الشاعر الحكام الذين يسرقون حقوق الناس بالثعالب، بجامع الغدر في كلّ، ثم حذف المشبه، وصرح بالمشبه به على سبيل الاستعارة التصريحية الأصلية: والقرينة لفظية وهي إضافة كلمة (ثعالب) إلى ضمير مصر.

  وفي ذكر الشاعر: وقد بَشِمْنَ، وما تَفْنَى العناقيد ... ترشيح، لأنه يلائم المشبه به، وهو الثعالب، إذ هي التي تبسم من كثرة الأكل ...

  مثال آخر: قول البحتريّ:

  يؤدّون التَّحِيَّة من بعيد ... إلى قمرٍ من الإيوان باد

  لقد شبه البحتري ممدوحه بالقمر، بجامع الجمال وحسن الطلعة في كل منها، ثم حذف المشبه وصرح بذكر المشبه به، وهو القمر. والقرينة لفظية وهي: يؤدون التحية ... فالقمر الحقيقي لا تُؤَدى إليه التحية، وإنما تُؤَدَّى إلى القمر المجازيّ ...

  وفي ذكر الشاعر: من الإيوان باد ... ترشيح، لأنه يلائم المشبه به.

٢ - الاستعارة المجرَّدة:

  وهي التي ذكر معها ملائم للمشبه.

  مثال ذلك: رَحِمَ اللهُ امْرَأَ الْجَمَ نفسه بإبعادها عن شَهَوَاتِها

  لقد شبه القائلُ النفس بالجواد، بجامع الانطلاق في كل منهما، ثم حذف المشبه به وهو الجواد، ورمز إليه بشيءٍ من لوازمه وهو (ألجم) على سبيل الاستعارة المكنية الأصلية. والقرينة لفظية وهي إثبات الإلجام للنفس.

  وفي ذكر القائل: بإبعادها عن شهواتها ... تجريد، لأنه من ملائمات