الباب الثاني فن المجاز
صفحة 150
- الجزء 2
  نسرقٌ الدمع في الجيوب حياءً ... وبنا ما بنا من الأشواق
  إنه يسرق الدمع حتى لا يوصم بالضعف والخور ساعة الوداع.
  وقد كان الشريف يستطيع دون استخدام الاستعارة أن يقول: نستر الدمع في الجيوب(١) حياء ولكنه يريد أن يسمو إلى نهاية المرتقى في سحر البيان، فإن الكلمة (نسرق) ترسم في الخيال صورة لشدة خوفه أن يظهر فيه أثر للضعف، ولمهارته وسرعته في إخفاء الدمع عن عيون الرقباء
  ***
  لقد صدق الرسول ﷺ إذ قال: «إن من البيان لسحراً»
  ***
(١) الجيب: فتحة الصدر من الثوب.