الباب الثالث فن الكناية
  وَازْرَقَ وَرْدُ الضوء
  حين الأرض كلمة خضراء
  والسماء
  تفاحة زرقاء، والهواء
  قصيدة بيضاء، والأمطار
  سنبلة.
  ويقول البياتي في إحدى قصائده:
  أدخل في عينيك
  تخرجين من فمي
  على جبينك الناصع أستيقظ
  في دمي تنامين على سرر أمطار
  صحارى التتر الحمراء
  مجنوناً أناديك
  بكل صرخات العالم الوحشية واللغات
  كل وجع العاشق في قاع جحيم المدن
  العاشق والولي والشهيد
  في دمي تنامين.
  هذا هو اللون الثاني من الشعر الرمزي المعاصر ... غموض مطبق، بل هَذَرٌ وتَرْثَرَة ... ولا عَجَبَ إنْ وقَفَ كل المثقفين العرب، والغيورون على العربية وفصاحتها في وجه هذا التيار الداهم والمشبوه، ورموا أصحابه بالشعوبية المعاصرة الهادفة إلى تقويض اللغة والتراث وكل أثر فني عربي بديع.